الإعلام والوطن- بين النرجسية والتفاؤل بمستقبل مشرق
المؤلف: رجاء الله السلمي08.18.2025

إن الدور الجوهري للإعلامي يتجلى في توسيع آفاق مجتمعه، واحتضان الوطن بأكمله، لا في تضييقها لتلبية أهوائه الشخصية ومصالحه الضيقة.
لنتأمل ملياً..
لماذا ينغمس بعضنا في استعراض نرجسية مفرطة، مختزلاً المعرفة والفهم في شخصه فقط، ومحوّلاً قناعاته الذاتية إلى معيار وحيد لتحديد وتقييم كل شيء؟
ولماذا يتبنى هذا الفريق نزعة استعلائية فكرية، مُسقطاً رؤاه الضيقة على المشهد العام بأكمله؟
......
للأسف، غالبية مجتمعنا يركزون على الجانب المظلم، النصف الفارغ من الكأس، متجاهلين المساحات المضيئة، منجذبين نحو البقع السوداء والعيوب.
هناك فئة من المتشككين المحترفين، الذين اتخذوا من الانتقاد مهنة لهم، يتلذذون بتجريح الآخرين، والاستخفاف بآرائهم، بل يسعون إلى استعدائهم علنًا، بحثًا عن بطولات زائفة وانتصارات وهمية لا تخدم الوطن ولا تسعد أحدًا.
......
من غير العدل إنكار جهود الآخرين لمجرد اختلاف وجهات النظر أو التباين في الميول والانتماءات.
يحق لك الانتقاد، ولكن دون المساس بأصول وقواعد النقاش البناء وأخلاقيات الحوار الهادف الذي يسعى إلى تحقيق نتائج ملموسة، مدعومة بالأدلة والبراهين المقنعة، وليس بأسلوب الصراخ والتعصب.
......
لطالما أكدت أننا على مشارف مرحلة انتقالية تاريخية.
نحن بحاجة إلى حوار راقٍ ومتحضر يقدم أفكارًا ناضجة ومشرقة تثمر نفعًا للناس. فالزبد يذهب هباءً.
لا نريد من يقلل من قيمة جهود أبناء هذا الوطن، أو يشكك في قدراتهم وإنجازاتهم، مهما كانت صغيرة.
......
وطننا شامخ، ولا يمكننا أن نكون مخلصين له إذا استمر البعض في تبني هذا الفكر السلبي، واتهام الآخرين، والتقليل من شأن أعمالهم وجهودهم.
بهذه الأفعال، نحن نساهم في خلق جيل مضطرب، مهزوز الثقة، يحمل جينات الخوف والتردد، يفتقد إلى الثقة بالنفس والرغبة في الابتكار، خوفًا من النقد وتجنبًا للتقريع والانتقادات المحبطة.
......
أخيرًا..
يجب أن ندرك أن الاحترام المتبادل هو المفتاح لتيسير عملية معالجة أخطائنا، مهما كانت صغيرة أو كبيرة. فبدون هذا الاحترام، سيفتقد المجدون والمتميزون الحافز لتقديم أفضل ما لديهم.
......
همسة أخيرة..
بعد غد سيتم الإعلان عن الميزانية..
لذا، نأمل أن نتعامل معها بتفاؤل كبير، فالمستقبل سيكون مشرقًا ومضيئًا لنا جميعًا، ولهذا الوطن العظيم.